ذكرى إنتصار السودان على بريطانيا
يوم تحرير الخرطوم وقتل الجنرال البريطاني غوردون، على يد محمد المهدي بطل العرب ومحرر السودان
حيث في مثل هذا اليوم
إستطاع الثوار السودانيين إقتحام مدينة الخرطوم وتحريرها من البريطانيين وقتل قائدهم الجنرال تشارلز غوردون
وذلك في 9 ربيع الثاني 1302هجري
الموافق في تاريخ 1885/01/26 م
-
-
بداية الإحتلال
-
-
إستطاع حاكم مصر محمد علي باشا ضم السودان لحكمه في عام 1819م، وفي عهد حفيده الخديوي اسماعيل زادت على دولته الديون نتيجة مشاريعه وإسرافه الشديد، فقامت بريطانيا بتسديد جزء من ديونه مقابل الحصول على أسهم في قناة السويس.
-
وزاد نفوذ بريطانيا في شؤون الحكم لدرجة أنها جعلت الخديوي اسماعيل يعين الجنرال البريطاني تشارلز غوردون حاكمًا على الأقاليم السودانية في عام 1873، وفي عام 1882م وقعت مصر تحت الاستعمار البريطاني بشكل كامل ليترسخ الإحتلال البريطاني في السودان.
-
-
مقاومة السودانيين
-
-
رفض السودانيون بقيادة الزعيم محمد أحمد المهدي الإحتلال البريطاني، وكان المهدي سابقا قد استطاع أن يؤسس حركة دينية إجتماعية سياسية نجحت في جذب السودانيين وتوحيدهم فيما عرف تاريخيا بالثورة المهدية، فقامت بريطانيا في عام 1882م بخطوة ذكية وهو جمع 8000 من الجنود المصريين الموالين لأحمد عرابي وأرسلتهم مع قوة بريطانية بقيادة ثلاثة عشر ضابطا أوروبيا بقيادة الجنرال هكس لقمع حركة المهدي، ولكن الجيش أضل الطريق واستطاعت قوات المهدي أن تبيد معظمه في 1883/11/03 م .
-
-
حصار الخرطوم والانتصار السوداني
-
-
بعد الإنتصار الذي حققه المهدي على البريطانيين، إنتقل السودانيين إلى وضعية الهجوم، فهاجموا العاصمة الخرطوم وبدئوا بحصارها في 1884/03/13م، وكانت الخرطوم محمية من الشمال بالنيل الأزرق ومن الغرب بالنيل الأبيض، وأنشأ البريطانيون أسطولًا من الزوارق الحربية المسلحة من تسعة سفن بخارية وتم تزويد الدفاعات بالبنادق والألواح المعدنية الدفاعية كدروع، وفي الجزء الجنوبي من المدينة الذي يواجه الصحراء المفتوحة، تم إعداد نظامًا متقنًا من الخنادق والألغام الأرضية وسلسلة من الشباك الشائكة.
-
وحاول الجنرال البريطاني غوردون الهجوم على السودانيين وفك الحصار ولكن هزم وقتل 200 من جنوده، وأمام هذه الدفاعات المتقنة إعتمد السودانيين سياسة الحصار المحكم إلى أن اتت الفرصة حينما إنخفض مستوى نهر النيل، فعبر 50000 مقاتل سوداني في منتصف الليل ووصلوا إلى سور المدينة في الساعة 03:30 صباح يوم 1885/01/26م، ثم اقتحموا المدينة من البوابة المسالمية.
-
وفي عضون ساعات قليلة تم قتل 4000 بريطاني، واستمر تقدم الثوار إلى أن وصلوا لقصر الحاكم البريطاني، واستطاعوا إقتحام القصر وقتلوا الحاكم البريطاني الجنرال تشارلز غوردون برمح، وقتلوا باقي البريطانيين.
-
وبعد يومين إنسحبت القوات البريطانية والمصرية من كامل الأراضي السودانية باستثناء مدينة سواكن، وسيطر محمد المهدي على السودان وأسس فيها الدولة المهدية، واتخذ من مدينة أم درمان عاصمة له، ولكنه لم يهنأ بهذا النصر طويلا حيث توفي بمرض التيفوئيد بعد أشهر قليلة، فمات وهو بطلا منتصرا عزيزا محررا.
**** المصادر:
1) Cleveland, A history of the modern Middle East
2) Gleichen, The Anglo-Egyptian Sudan: A Compendium Prepared by Officers of the Sudan Government
3) Francis Mading Deng, War of Visions: Conflict of Identities in the Sudan
4) Jok Madut Jok, War and Slavery in Sudan
*****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*****************
